بحثت الهيئة التنفيذية لاتحاد الهيئات المحلية برئاسة عبد الكريم الزبيدي مع معالي وزير الحكم المحلي د. سامي حجاوي ووكيل الوزارة رائد مقبل، أبرز التحديات التي تواجه الهيئات المحلية في ظل الظروف الوطنية الحرجة التي يعيشها أبناء شعبنا، مع استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، وتصاعد وتيرة الاقتحامات والعدوان على مدن ومخيمات وقرى الضفة الغربية والقدس، وما يرافقها من تدمير واسع للبنية التحتية، وهدم للمباني، وتجريف ومصادرة للأراضي في مختلف التجمعات.
جاء ذلك خلال لقاء عقد في مقر وزارة الحكم المحلي بمدينة رام الله، بمشاركة أعضاء الهيئة التنفيذية للاتحاد، والمدير التنفيذي م. عبد الله عناتي، وطواقم فنية من الجانبين، لمناقشة متطلبات المرحلة المقبلة والآليات الممكنة لتعزيز صمود الهيئات المحلية واستمراريتها في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، في ظل الانعكاسات الخطيرة للتدمير الواسع وغير المسبوق للبنية التحتية، وحملات الهدم والإخطارات وتجريف الأراضي ومصادرتها في مختلف أنحاء الوطن، وما يفرضه ذلك من تحديات جسيمة على الهيئات المحلية، التي تواصل أداء دورها الحيوي في تقديم الخدمات الأساسية وضمان استدامتها رغم شُحّ الموارد المالية المتاحة.
وأكد الوزير حجاوي خلال اللقاء أن الحكومة تبذل جهودًا مضاعفة لضمان الاستقرار المالي وتحصيل الموارد، في ظل الضغط الهائل على الموازنات والموارد المحدودة، مشيرًا إلى أن مجلس الوزراء قد صادق على تثبيت مديونية 46 هيئة محلية لصالح الخزينة العامة، مع العمل على تسوية عدد من الملفات المالية المرتبطة بقطاع الحكم المحلي، لا سيما تلك المتعلقة بالكهرباء والمياه، ودعم الهيئات المحلية المتضررة.
ومن جانبه، شدد الزبيدي على أن الهيئات المحلية تواصل القيام بدورها الوطني والإنساني تجاه أبناء شعبنا، رغم التحديات المتصاعدة، داعيًا إلى تعزيز الشراكة مع وزارة الحكم المحلي لضمان استمرارية العمل البلدي، وتسريع تسوية الملفات المالية العالقة، وتوسيع قاعدة البلديات التي تجبي ضريبة الأملاك، ومراجعة الإجراءات المركزية التي تعيق تطبيق اللامركزية وتعزز من البيروقراطية في العلاقة مع الهيئات.
وفي هذا الإطار، طالب الاتحاد بضرورة الإسراع في تنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها مع الحكومة منذ شهر أكتوبر الماضي، وعلى رأسها ما يتعلق بترسيخ الاستقرار المالي للهيئات المحلية وتعزيز صلاحياتها، باعتبارها مدخلًا أساسيًا لتمكينها من أداء دورها التنموي والوطني في ظل التحديات الاستثنائية التي تمر بها القضية الفلسطينية.
كما أكد أعضاء الهيئة التنفيذية خلال اللقاء على ضرورة تفعيل قنوات التنسيق مع الوزارات الأخرى ذات العلاقة، وتكثيف الجهود من أجل توفير الدعم المالي العاجل للهيئات المحلية، إلى جانب رفدها بالمشاريع التطويرية، ومراعاة التحديات الميدانية الصعبة، خاصة في المدن والمخيمات التي تعرضت للدمار والاقتحامات خلال الأشهر الماضية.
وأشاد الاتحاد بالدور المحوري الذي تلعبه الهيئات المحلية في مساندة المواطنين والنازحين، سواء في قطاع غزة أو في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، مجددًا التزامه الكامل بمواصلة العمل من أجل حماية النظام البلدي وتطويره بما يخدم الوطن والمواطن.